📘 عرض حول المشروع الشخصي للمتعلم ومراحل البناء
✦ موقع إبحار تربوي ✦ غوص في مستجدات التربية والتعليم ✦
يسرنا أن نقدم لكم في هذا الموضوع التربوي عرضا مفصلا حول المشروع الشخصي للمتعلم ومراحل البناء كما جاء في القرار رقم 062*19 بتاريخ 07 أكتوبر 2019 المتعلق بالتوجيه المدرسي والمهني والجامعي. يعتبر المشروع الشخصي إطارا بيداغوجيا مواكبا لمسار المتعلم الدراسي والمهني والجامعي، إذ يقوم على تفاعل إيجابي بين الذات والمحيط. فهو سيرورة داخلية وذهنية ووجدانية واجتماعية تمتد في الزمن وتستند إلى مبادرة المتعلم وانخراطه في الأنشطة التربوية المرتبطة بمساره.
🔎 تعريف المشروع الشخصي للمتعلم
يمكن اعتبار المشروع الشخصي للمتعلم خطة متكاملة تهدف إلى تحديد هدف مهني محدد، وبناء مسارات دراسية وتكوينية مناسبة، مع وضع بدائل في حالة تعثر المسار الأساسي. هو سيرورة دينامية وليست نتيجة آنية، فهو استثمار مستقبلي يرتبط بتاريخ المتعلم وميولاته وطموحاته، ويستند إلى معرفة الذات والمسارات الدراسية والمهنية المتاحة. المشروع الشخصي إذن يمثل علاقة تكاملية بين الأداء الدراسي الحالي والطموحات المستقبلية.
⚡ خصائص المشروع الشخصي
يتسم المشروع الشخصي للمتعلم بمجموعة من الخصائص أبرزها الاستمرارية، إذ لا يعد نشاطا موسميا بل إطارا دائماً للتخطيط والتنظيم. كما يقوم على الربط والانسجام بين الذات والمحيط، ويساهم في تعزيز الشعور بالانتماء للمؤسسة التعليمية. يتسم أيضا بالتنامي التدريجي، والواقعية المبنية على الإمكانيات المتاحة والموارد، ويعتمد على التغيير المخطط والموجه، فضلا عن كونه إطارا مفتوحا على الشركاء داخل وخارج المؤسسة.
📌 مراحل بناء المشروع الشخصي للمتعلم
عملية بناء المشروع الشخصي تمر بعدة مراحل تبدأ من التعليم الابتدائي بمرحلة الاستئناس حيث يتعرف المتعلم على ذاته وبعض المهن البسيطة، ثم مرحلة الإعدادي حيث يبدأ تحديد اختياراته الدراسية والتكوينية وتنمية مهارات اتخاذ القرار. بعد ذلك تأتي مرحلة الثانوي التأهيلي التي تعرف بتحيين الخيارات وتوسيع المعارف حول المهن والاقتصاد الوطني، ثم مرحلة التعليم العالي حيث يتم تدقيق المشروع الشخصي وفق متطلبات سوق الشغل واكتساب الكفايات اللغوية والاجتماعية والمهنية. كل هذه المراحل تسير وفق مواكبة تربوية وإدارية ونفسية واجتماعية متكاملة.
🎯 أهمية المواكبة والتوجيه
يواكب المشروع الشخصي للمتعلم بمجهودات مشتركة للأساتذة والإدارة وأطر التوجيه، حيث تقدم المواكبة التربوية داخل الفصل وخارجه لدعم المتعلم في بناء مشروعه، بينما توفر الإدارة الدعم الإداري والتقني اللازم. كما تسهر المواكبة النفسية والاجتماعية على معالجة التعثرات السلوكية أو النفسية، وتساهم المواكبة التخصصية في ربط المتعلم بالمعلومات الدقيقة حول الشعب الدراسية والمهن. كل ذلك يتم داخل بيئة مدرسية داعمة وحاضنة لهذه المشاريع.
📝 آليات التتبع
يعتمد المشروع الشخصي على ملف خاص لكل متعلم يتم تعبئته بشكل دوري لتوثيق مسار المشروع، حيث يساهم فيه المتعلم والأستاذ الرئيس وإطار التوجيه التربوي. هذا التتبع المستمر يساعد على التدخل في الوقت المناسب لتصحيح التعثرات ودعم التقدم، ويجعل من المشروع الشخصي إطارا فعليا لتحقيق التوجيه السليم.
✅ خلاصة
إن إشاعة ثقافة المشروع الشخصي في الوسط التعليمي تسهم في إكساب المتعلم القدرة على التخطيط لمستقبله الدراسي والمهني بوعي ومسؤولية. فهو انفتاح على المستقبل وتحقيق للأهداف رغم التحديات المرتبطة بواقع سوق الشغل وقيم المجتمع. نجاح هذا المشروع مرهون بتكامل أدوار المتعلم، المؤسسة، والأسرة، في إطار شراكة مسؤولة تضع المتعلم في قلب العملية التعليمية.