الأنشطة الموازية في المدرسة: أثرها على تحسين مردودية التعليم ومحاربة الهدر المدرسي
📘 الأنشطة الموازية ومردودية المؤسسة التعليمية
تشكل الأنشطة التربوية غير الصفية، أو ما يُعرف بالأنشطة الموازية، إحدى الركائز الحيوية لدينامية الفعل التربوي داخل المؤسسة التعليمية. وقد حظيت باهتمام مبكر ضمن السياسات العمومية للتربية والتكوين، إلا أن هذا الاهتمام لم يسلم من مظاهر التذبذب وعدم الاستمرارية، مما أثر سلبًا على تراكم الخبرات وتثمين التجارب الناجحة سواء على المستوى الوطني أو في إطار شراكات دولية.
بالرغم من تعدد البرامج والمشاريع، فإن غياب رؤية استراتيجية موحدة جعل العديد منها يظل رهين سياقه الزمني، دون أن يتحول إلى رافعة مؤسساتية مستدامة.
🎯 أولا: الأنشطة الموازية والمردودية الداخلية
الاشتغال على تحسين المردودية الداخلية يتطلب تشخيصا دقيقا للعوامل المؤثرة في التعلم والاندماج المدرسي. وقد أثبت الواقع الميداني محدودية الآليات التقليدية مثل حصص الدعم وتتبع الغياب.
✨ الأنشطة الموازية تتيح فرصًا مرنة للمتعلمين لاكتشاف ذواتهم وتطوير ذكاءاتهم المتعددة، مما يعزز دافعيتهم ويُسهم في تحسين السلوك المدرسي.
لكن نجاح هذا التوجه مرهون بمدى التكامل بين الأنشطة الصفية والموازية، مع تكييف برامج الأندية التربوية بناء على نتائج التقويم والحاجات الفعلية للمتعلمين.
🌍 ثانياً: الأنشطة الموازية والمردودية الخارجية
لم تعد وظيفة المدرسة محصورة في نقل المعارف، بل توسعت لتشمل تنمية المهارات الحياتية وتمكين المتعلم من الاندماج السوسيو-اقتصادي.
📌 الأندية التربوية تُعدّ فضاءً مثالياً لاكتشاف مواهب المتعلمين ومواكبة مشاريعهم الشخصية. إنها تعزز مهارات القيادة والتواصل، وتساعد على بناء "مشروع حياة" يتجاوز النجاح المدرسي إلى النضج الاجتماعي.
ومن الآثار الإيجابية لهذه الأنشطة تحسين صورة المدرسة لدى المجتمع، وتعزيز التواصل مع الأسر، والمساهمة في خفض نسب البطالة والظواهر الاجتماعية السلبية.
🔧 نحو مأسسة فعالة للأنشطة الموازية
رغم توفر الوثائق والتجارب، فإن الحاجة لا تزال قائمة لمأسسة هذه الأنشطة ضمن رؤية نسقية تفاعلية. يجب إدراجها رسميًا ضمن الزمن المدرسي، وتوفير إطار قانوني ينظم علاقتها بالشركاء الخارجيين.
📚 ومن الإشارات الإيجابية ما حملته خارطة الطريق 2022–2026 من تركيز على ثلاث أولويات مترابطة: تحسين التعلمات، محاربة الهدر، والارتقاء بالأنشطة الموازية.
⚠️ لتحقيق هذه الأهداف، لا بد من تجاوز المقاربات الظرفية والتوجه نحو تصور تكاملي في إطار مشروع المؤسسة، مع تكوين الفاعلين وتحفيزهم مادياً ومعنوياً.
ملحوظة: تم اعتماد مصطلح "الأنشطة الموازية" بدل "الأنشطة المندمجة" نظراً لشيوعه في خارطة الطريق 2022-2026، ولسعته الدلالية التي تشمل مختلف أبعاد هذه الأنشطة التربوية.
